الأحد، 22 فبراير 2015

لا تكن ايجابي !




سلامٌ على من اتبع الهُدى










ليه احذر من الايجابية ؟

موضوع التدوينة اليوم


بسم الله نبدا









بالمناسبة بامكانك الحصول على جديد التدوينات بالضغط على زر "انضام لهذا الموقع "





اسباب كثيرة حرضتني على كتابة هالتدوينة 
احدها و الي مازالت عالقة بذهني ، هو سؤال وحده لي بالاسك عن انها " رمت " الماضي وراء ظهرها و بدات تكون ايجابية 
الامر هو انها استمرت على هالوضع سنتين .. و بدون تطور و بدون تقدم ووصلت لمرحلة يأس تام 

بعد ما وصلت لهالمستوى ظنت ان تطوير الذات مجرد خزعبلات ، مجرد وسيلة تسويقية لكسب المال 


و هالشي متوقع تماما لكل شخص يرتدي قناع الايجابية 

اول خطوة عادة يتخذها شخص في درب التنمية الذاتيه انه يكون ايجابي 

ان يفكر بايجابية 
ان يتحدث بايجابية 
يضع كل شي في حياته في سياق الايجابية 

مع ذلك بعد فترة زمنية يرجع كل شي لوضعه السابق او حتى اسؤا - مثل مثالي اعلاه - ؛ لانه شخص " جرب " ان يسعى لتنمية ذاته .. و بالنهاية فشل 


و الفشل امر سيء عند غالبية البشر .. 


إذا اين الخلل ؟!

هل من المعقول ان الدعوة للايجابية هتاف وهمي ؟
ام ان في اشخاص مقدر لهم ان يكنون تعيسين للابد ؟
و ان مقدر لهم يكنون سيئي الحظ ؟
ام ان المسالة هي مسالة كسب مادي بحت - من قبل المدربين - و ليست واقع يمكن ان يعاش من قبل بسيط مثلك ؟


مشكلة " الايجابين " انهم في بداية مشوارهم لا يعترفون بوجود مشاكل في حياتهم


يبداؤن من اللحظة ، كانهم مولودين للتو ، و يتجاهلون كل الماضي العريق الملئ ب " السلبية "


اشبهة ما يمرون به بشخص يتجاهل جروح جسده ، و يتوقع منها ان تعالج نفسها او تختفي بدون الحاجة للتعامل معها إطلاقا



الشخص المرتدي لقناع الايجابية يهتف :

انا سعيد
انا سعيد
انا سعيد

و واقع حالة مثل هالصورة :



ما يهم اللغة الي يتحدث بها اي شي او حتى عمر الشخص لو توريه هالصورة بيقولك هالشخص تعيس !

وصل اقصى مراحل التعاسه !


الخلل بكونك ايجابي انك تكذب على نفسك


تحرّم على نفسك الحزن

تحرّم على نفسك البكاء
تحرّم  على نفسك الضيق
امام الاخرين و امام نفسك

و كان ذلك لا يكفي .. تشعر بالفشل و الغباء و الاسى على نفسك إن بكيت او حزنت



تضع قناع على ما بك

تضع قناع على حقيقة مشاعرك " السلبية "


الاسوء ان البعض اصبح لا يعرف حقيقة مشاعره هو .. فكل عمره الذي فات اشتغل باخفائها عن الاخرين ، فاخفيت عنه !



"الايجابين " يحتفظون بصندوق - احب اسميه - اسود ، مثل صندوق الطائرات ، يحتوي على كل مشاكلهم ، يحتوي على كل مشاعرهم " السلبية " ، يحتوي على مخاوفهم


ينتهي الامر - بعد مدة الله اعلم بها - بان يتحرر كل هذا - او بعضه - و يخرج للسطح ك بركان ثائر

مشكلة البراكين انها تثور على امور تافهه


تجدهم مزاجيين بدون سبب واضح ، و لا حتى لهم ، و عندما اكتب مزاجي فانا اعني شخص يتقلب مزاجه بدون سبب منطقي ، حتى هو لا يفهم نفسه و سبب تقلب مزاجه



خذها مني !


سلبية منك و قلة وعي منك .. ان ترفض التعامل مع مخاوفك و مشاكلك

ان ترفض الاعتراف بوجودها
ان ترفض علاجها
ان تترفع عن طلب المساعده من مختص ، من دكتور نفساني




انا تماما مع الحديث مع نفسك بحب ، و باحترام ، و رحمة

لكن انا تماما ضد ارتداء قناع تدعي فيه ايجابيتك للعالم



لا خطأ بكونك تنظر للجانب المشرق من الامور

خطأ ان لا تستعد للجانب المظلم

انا تماما مع شخص يعمل على تحسن نفسه

انا تماما ضد شخص يعمل على وضع قناع من الايجابية



انا تماما ضد مفهوم الايجابية المنتشر


انا تماما مع ان تكون واعيا بمشاكلك ، بمخاوفك ، ان تتقبلها و ان تتعامل معها


انا ضد الايجابية

انا مع الوعي

الواعي : يحزن ، يغضب ، يبكي ، يخاف ... لكنه لا يدين نفسه ، لا يحكم عليها ، لا يعاقبها ، لا يفكر بانه غبي او فاشل لانه خاف او حزن او بكي ، هو يتعامل معها بحكمه


* اعتمادا اذا فيه طلب او لا ...سافصل اكثر عن الواعي *


للمرة الاخيرة


لا تكن ايجابي !

؛ كن واعي !








~ توافيق 

هناك 7 تعليقات:

  1. للأمانة هالتدوينة لمست فيني شي كبير جدا ،، لأني اكتشفت اني في مرحلة من المراحل فعلا حسيت بملل أو طفش أو يأس ،، أو مايسمى ،، المهم اني وصلت لمرحلة سكون عظيييييييمة لمجرد اني حسيت اني استسلمت لبعض الوقت للمشاعر السلبية والحين عرفت اني افتقد للوعي مو الإيجابية بحد ذاتها ،،

    كنت اكتب اشياء كثير واوقف فترة اطول واكثر ،، من جواتي ابغى اعتمد على حاجة معينة تساعدني ،، ابي افرغ وابي ادعم نفسيا بالأيجابية والتوكيدات والمشاعر السليمة
    لكن يبدو اني ضيعت الطريق وماعرفت افرق بين هذا وذاك ،، مشكورة عزيزتي ويبدو اني لازم ابتدي من الأول ،،

    ردحذف
    الردود
    1. يسعدني اني افدتك
      شكرا لك و لدعمك ()*

      حذف
  2. نفس الشي حدث معي كنت اتصنع الإيجابية عشان لا أجذب السلبية بعدين تيقنت انه أفضلي ان اشعر بالمشاعر مو اخبيها (اخزنها) وهي بداية الحكمة ان تدع الحياة تحدث وتذهب

    ردحذف
    الردود
    1. يسعدني اني افدتك
      شكرا لك و لدعمك ()*

      حذف
  3. أتفق جدا مع كلامك، لا تكن إيجابي و بس تردد الحياة جميلة و لكن كن واعي، كلماتك العميقة راح تكون بمتابة حجر الأساس للمبتدئين في عالم التنمية الذاتية، موفقة غاليتي.

    ردحذف
  4. رائع رائع رائع ممتنه لك ولهذا الطرح

    ردحذف